كيفية التغلب على العطش في رمضان وتقليل درجة شدته

يعد العطش في رمضان أحد أكبر المشكلات التي يواجهها الصائم وتجعل فترة النهار شديدة القسوة والشقاء، كما تؤدي إلى خفض قدرة الشخص على الإنتاج وممارسة أنشطته اليومية المعتادة، بالإضافة إلى شعوره بحالة من الفتور والضعف العام لساعات طويلة.. يعتقد البعض أن العطش في رمضان من الأمور الحتمية التي لا مفر منها إلا أن الأطباء وخبراء التغذية كان لهم رأياً آخر، وأوصوا باتباع مجموعة من التعليمات الغذائية والسلوكية التي يمكن من خلالها تفادي تلك المشكلة، وجعل صيام الشهر الفضيل أكثر يسراً.

تعليمات وطرق التغلب على العطش في رمضان

توزيع أوقات تناول الماء :

يرى خبراء التغذية أن أحد الأخطاء الغذائية التي يقع بها أغلب الصائمون والتي تسبب العطش في رمضان خلال فترة الإمساك هي تركيز تناول الماء والسوائل بصفة عامة على أوقات محددة، وعلى وجه الخصوص عقب تناول وجبة الإفطار وأثناء تناول وجبة السحور.

أثبتت التجربة أن ذلك الأسلوب من المسببات الرئيسية في زيادة حدة العطش في رمضان وجعل فترة الصيام أكثر شقاءً وصعوبة، حيث أن تركيز تناول الماء على أوقات محددة يتسبب في امتلاء المعدة بنسبة كبيرة من السوائل الزائدة عن الحاجة، وبالتالي فأن الجسم يعمل على طردها خلال ساعات قليلة عقب تناولها من خلال العرق والتبول المتكرر وبالتالي تفقد تأثيرها.

الأسلوب الأمثل لتناول السوائل الذي ينصح به الأطباء هو توزيعها على مدار ساعات الإفطار، ويقدر متوسط الماء الذي يحتاجه الشخص البالغ بنحو 8 أكواب يتم تناولها مقسمة خلال الساعات الفاصلة ما بين أذان المغرب وأذان الفجر، حيث أن ذلك يساعد الجسم على الاستفادة من تلك السوائل بدرجة أكبر ويمكنه من اختزانها لساعات أطول.

تقليل كمية الكافيين :

هواة الشاي والقهوة هم الأكثر تعرضاً إلى العطش في رمضان خلال ساعات النهار، حيث أن الجفاف يعد أحد الآثار السلبية التي تأتي مترتبة على استهلاك نسب مرتفعة من مادة الكافيين التي تتركز بنسب مرتفعة في القهوة ومشتقاتها بالإضافة إلى الشاي والمياه الغازية.

ثبت علمياً أن مادة الكافيين من العناصر التي تزيد من معدلات إدرار البول وبالتالي فأن استهلاك نسب مرتفعة منها يؤدي إلى فقدان السوائل المختزنة في الجسم خلال الساعات الأولى من بدء الصيام، الأمر الذي يجعل فترة النهار شديدة القسوة على الصائمين وتزيد درجة احتياجهم للماء.

ينصح خبراء التغذية بضرورة الاقتصاد في معدلات استهلاك مشروبات الكافيين خلال فترة الصيام أو تناولها في ساعات مبكرة من اليوم -عقب وجبة الإفطار مباشرة- حتى لا يمتد تأثيرها إلى فترة صيام اليوم التالي.

الحمام البارد :

يعتبر الاستحمام البارد أحد أبرز أساليب مواجهة العطش في رمضان وأكثرها فاعلية، حيث أن غمر الجسم بالماء البارد يساعد على إنعاش الجسم وترطيبه ويعمل على خفض درجة حرارته، وبالتالي يقلل من درجة احتياج الإنسان لتناول الماء، لذلك ينصح الأطباء بالحرص على أخذ حمام بارد في منتصف ساعات النهار لمعادلة درجة الحرارة والحد من شدة العطش أثناء الصيام.

ارتداء الملابس المناسبة :

قد يرى البعض أن ارتداء الملابس التي تناسب حالة الطقس من الأمور البديهية التي لا تحتاج إلى توصية أو نصح، لكن المقصود هنا هو الخامات المناسبة، حيث أن بعض الخامات مثل الحرير أو منسوجات البوليستر رغم استخدامها في صناعة الملابس الصيفية الخفيفة إلا أنها تساهم في زيادة العطش في رمضان خلال فترة الصيام.

تلك الخامات  تؤدي إلى احتباس الحرارة مما يساهم في رفع درجة حرارة الجسم وزيادة معدلات التعرق، مما يتسبب في فقدان نسبة كبيرة من السوائل المختزنة داخل الجسم خلال فترة زمنية قصيرة، مما يزيد من حاجة الإنسان إلى تناول الماء لتعويض نقص السوائل الذي أصابه، لهذا يوصي الخبراء بضرورة تجنب استعمل هذه الخامات خلال فترة الصيام والاستعاضة عنها بالملابس القطنية الخفيفة.

اجعل الحساء طبقاً رئيسياً :

هناك شبه إجماع بين خبراء التغذية على أن الحساء أو الشوربة من الأطعمة المثالية للاستهلاك خلال شهر الصيام، وذلك لما له من فوائد متعددة في مقدمتها القيمة الغذائية المرتفعة، إذ أن الحساء -على اختلاف أنواعه- يعمل على إمداد الجسم بقدر كبير من المعادن والفيتامينات التي يحتاج إليها، كما يُمد الجسم بالعديد من العناصر الغذائية الأخرى التي يفقدها خلال فترة الصيام، هذا بالإضافة إلى أن الحساء من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية وسهلة الامتصاص، وبالتالي فأن تناوله على الإفطار يحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقي من التعرض لاضطراباته ومشاكله الصحية.

أما فيما يخص العطش في رمضان فأن وجبة الحساء تلعب دوراً محورياً في الوقاية منه والحد من شدته، وذلك لأن السوائل تمثل النسبة الأكبر من تركيب الحساء، ولكل ما سبق ينصح خبراء التغذية بجعل الحساء من الأصناف الرئيسية والدائمة على الموائد الرمضانية.

الحصول على قسط مناسب من الراحة :

عند حلول شهر رمضان المعظم يتم تقليص عدد ساعات العمل بشكل نسبي في مختلف القطاعات، كما يتم إحداث العديد من التغيرات في مواعيد الحضور والانصراف، ويعتقد البعض أن تلك التغيرات تكون بهدف إلحاق الصائم بموعد الإفطار فقط، لكن الحقيقة أن هناك فائدة أخرى تتحقق من ذلك وهي إمكانية الحصول على فترة راحة أطول في منتصف النهار.

يعتبر الإجهاد أحد أهم مسببات العطش في رمضان خلال ساعات الصيام، حيث أن بذل الجهد يُسرع من وتيرة فقدان السوائل المختزنة في الجسم، مما يزيد من حاجة الإنسان إلى تناول الماء لتعويض ذلك النقص، ولذلك ينصح الأطباء وخبراء التغذية بعدم بذل مجهود بدني متواصل خلال ساعات الصيام الأولى حرصاً على عدم استنفاذ سوائل الجسم من خلال العرق، ومن الأفضل الحصول على بعض فترات الراحل خلال أوقات العمل حرصاً على دوام تأثير الماء المختزن لساعات أطول.

تأخير وجبة السحور :

من العادات الرمضانية الخاطئة الشائعة تناول وجبة السحور في وقت مبكر نسبياً، أي قبل موعد الإمساك -أذان الفجر- بساعتين أو أكثر بهدف الحصول على فترة نوم أطول، إلا أن الخبراء يحذرون من أتباع ذلك السلوك خلال الشهر الفضيل، حيث ثبت أنه أحد أسباب شدة العطش في رمضان ؛ حيث أن تبكير توقيت تناول السحور يؤدي إلى إطالة فترة الصيام أو فترة الانقطاع عن تناول الماء وبالتالي يكون الإحساس بالعطش أمراً حتمياً.

الاستفادة من الفواكه والخضروات :

ينصح الأطباء وخبراء التغذية بالاستفادة من الفواكه والخضروات في مواجهة العطش في رمضان ،حيث أن ذلك النوع من الأطعمة يحتوي على نسب مرتفعة من السوائل التي تساهم في تغذية الجسم بالماء وتساعد على معادلة درجة حرارته الداخلية، وهذا كله يقلل من احتمالات التعرض للعطش خلال فترة الصيام أو يحد من شدته على أقل تقدير.

يشار هنا إلى أن الفواكه والخضروات تساعد أيضاً على التقليل من الشعور بالجوع خلال فترة الصيام، وذلك يرجع لاحتوائها على نسب مرتفعة من الألياف الغذائية التي تمكث في المعدة لفترات طويلة مما يمنح إحساساً بالشبع يدوم لساعات أطول.