كيفية تأمين البيت للأطفال و توفير الحماية اللازمة لهم

تأمين البيت للأطفال هو الحلم الذي يراود كل الآباء ويعتقدون أن تحقيقه مستحيلاً، حيث أن الأطفال عادة ما يتسمون بالفضول ويسعون دائماً إلى استكشاف المحيط الذي يتواجدون داخله، ونتيجة جهلهم بمفهوم الخطر يتعرضون لعِدة إصابات متفاوتة الشدة، إلا أن الخبراء حددوا مجموعة من الإجراءات وأوصوا باتباعها، إذ يمكن من خلالها تأمين البيت للأطفال وتقليل احتمالات تعرضهم لأي مخاطر.

تعليمات تأمين البيت للأطفال 

مقابس الكهرباء المنخفضة :

تحتل حوادث الكهرباء صدارة المخاطر المحتمل تعرض الأطفال لها، حيث أن النسبة الغالبة من إصابات الأطفال تأتي نتيجة صعق التيار الكهربي وفقاً للدراسات الإحصائية المستندة إلى الحالات المسجلة، من ثم كان من الطبيعي أن تأتي مقابس الكهرباء على رأس العناصر التي يجب الانتباه إليها من أجل تأمين البيت للأطفال ووقايتهم من التعرض لأي من تلك المخاطر.

تعليمات حماية الطفل وخلق بيئة آمنة له تشترط عدم وضع مقابس الكهرباء على مستويات منخفضة؛ حيث أن الأطفال لا ينتبهون إلا مصادر الخطورة ولا يتعاملون معها بشيء من الحرص كما هو الحال مع البالغين، بل والأدهى من ذلك أنهم عادة ما يحاولون استكشاف محيطهم والعبث بمحتوياته، لكن العبث مع الكهرباء بالأخص قد يقود إلى العديد من العواقب غير الحميدة.

ينصح هنا بضرورة وضع مقابس الكهرباء على ارتفاع متر على الأقل منذ البداية، أي خلال فترة تشطيب الشقة وتصميم الديكور، أما إذا كانت المقابس متواجدة في الأسفل فيجب العمل على فصل التيار عنها واستبدالها بمقابس أخرى مرتفعة أو على أقل تقدير إخفاء المقابس المنخفضة بواسطة قطع الأثاث وعناصر الديكور، أو تغطيها بواسطة شريط لاصق قوي وبشكل محكم، فالكهرباء في النهاية من الأمور التي يجب ألا يُستهان بها.

تأمين النوافذ والشرفات :

تشكل النوافذ والشرفات خطورة بالغة على سلامة الأطفال خاصة في الأدوار العليا، حيث أن الأمر هنا لا يقتصر على الإصابة بكدمات أو جروح، فالسقوط من ذلك الارتفاع -لا قدر الله- يصيب الطفل بأضرار جسيمة وقد يؤدي إلى ما هو أسوأ من ذلك، بناء على ذلك كان لابد أن تأتي النوافذ والشرفات على رأس الأمور التي يجب الانتباه لها بهدف جعل البيت آمن للأطفال وحمايتهم من الخطر.

يعتقد البعض أن إحكام غلق النوافذ والشرفات في الطوابق العليا أجراء كافي لضمان حماية الأطفال، لكن الحقيقة المثبتة هي أن لا يمكن توقع تصرفات الأطفال أو أفكارهم، وقد يُمكنهم بشكل أو آخر الوصول إلى النوافذ وفتحها، خاصة أن الطفل في المراحل العمرية الأولى يتسم بدرجة كبيرة من الفضول، و تأمين البيت للأطفال يتطلب باتخاذ بعض الاحتياطات مثل:

• عدم وضع أي أشياء أسفل النوافذ يمكن للطفل أن يتسلقها مثل الطاولات والمقاعد وغير ذلك
• إغلاق النوافذ بواسطة الأعمدة الحديدية (سياج)
• استخدام النوافذ النصفية أو المقسومة مع إغلاق الجزء السفلي منها بشكل دائم
• رفع مزلاج النوافذ بحيث لا يمكن للطفل الوصول إليه بأي شكل
• عدم وضع مقاعد أو طاولات أو أي عناصر أخرى يمكن تسلقها داخل الشرفات

الانتباه إلى زوايا الأثاث الحادة :

من أهم الأمور التي يجب مراعاتها لضمان تأمين البيت للأطفال هي الزوايا الحادة أو المدببة في قطع الأثاث وعناصر الديكور على اختلاف أنواعه، وبصفة خاصة القطع المنخفضة التي تكون في نفس مستوى الطفل مثل المقاعد والطاولات المنخفضة وغيرها، فمن المعلوم أن الأطفال يحبون المرح ولا يبقون في مكان ثابت لفترات طويلة، الأمر الذي يتسبب في اصطدامهم في قطع الأثاث المختلفة، مما يزيد من احتمالات تعرضهم للأذى.

يمكن تفادي هذا الخطر و جعل البيت آمن للأطفال عن طريق انتقاء قطع الأثاث الوثيرة، مثل الأثاث المودرن الذي عادة ما تكون قطعه مبطنة بالأسفنج أو القطن الذي يحد بدرجة كبيرة من شدة الاصطدامات، أما إذا كان البيت يحتوي على قطع من الأثاث الكلاسيكي أو الحاد فيمكن التحايل على ذلك عن طريق وضع وسائد قائمة عند الزوايا المدببة، وسحب المفروشات إلى الأطراف بحيث تغطي القطعة الخشبية لتخفيف شدة الاصطدامات في حالة حدوثها.

إخفاء المنظفات والكيماويات :

عدد حالات التسمم الناتجة عن تناول الأطفال لمواد كيميائية يفوق ما يمكن حصره، والسبب الرئيسي في حدوث تلك الحالات هو عدم اتباع مجموعة القواعد التي تضمن تأمين البيت للأطفال وفي مقدمتها إخفاء المواد الكيميائية وتخزينها في مناطق يصعب على الأطفال الوصول إليها، تلك المواد تشمل الأدوية والمنظفات وغيرها من المواد المستخدمة في الأغراض المنزلية المختلفة.

ينصح الخبراء هنا بضرورة إهمال ذلك الأمر، والحرص على إبعاد تلك المواد الكيميائية السامة عن متناول أيدي الأطفال حرصاً على صحتهم، وفي سبيل تحقيق ذلك يُنصح بضرورة استخدام الرفوف لوضع تلك المواد على ارتفاع مناسب يكون من الصعب على الأطفال الوصول إليه، أو تخزينها في داخل ضلف مُحكمة الغلق ويفضل استخدام الأقفال الحديدية بالنسبة للضلف المنخفضة.

إغلاق السلالم والأبواب :

هناك أماكن بعينها داخل المنزل تواجد الأطفال في نطاقها يزيد من احتمالات تعرضهم للمخاطر، على رأس تلك الأماكن المطبخ والحمام والتي قد يستغل الطفل انشغال الأم عنه ويتوجه إليها، مما يعرضه للانزلاق أو أن يصاب بحرق نتيجة ملامسة الأوعية الساخنة وغير ذلك، وينصح الخبراء من أجل تأمين البيت للأطفال بضرورة إحكام إغلاق أبواب تلك المرافق المنزلية.

الأمر نفسه ينطبق على السلالم بالنسبة للمنازل المكونة من طابقين أو أكثر، حيث يفضل إغلاق حافة السلم -بواسطة الأبواب مخصصة لذلك “بوابات السلامة”- وهي عبارة عن سياج متحرك يتم تثبيته في الدرابزين عند حافة السلم بحيث يمكن إغلاقه بواسطة مزلاج صغير، وذلك لمنع الطفل من الوصول إليه مما قد يعرضه للانزلاق.

تأمين البوتجاز :

تتسبب مواقد الطهي “البوتجاز” في العديد من الحوادث المنزلية للبالغين والأطفال على السواء، وبناء على ذلك يعتبر البوتجاز من القطع التي لابد من التأكد من أنها مؤمنة بشكل كامل، مما يضمن عدم تمكن أيدي الأطفال من الوصول إلى اللهب أو الأواني الساخنة لوقايتهم من الإصابة بالحروق.

تتوفر في الأسواق العديد من القطع التي يمكن استخدامها في تأمين منطقة الطهي وتوفير أعلى درجات الحماية للأطفال ضد الحوادث المنزلية، ومن أبرزها الآتي:

• واقي السطح: عبارة عن ألواح بلاستيكية مقاومة للحرارة يتم تثبيتها على حواف الجزء العلوي من البوتجاز لتعمل كحاجز يحول دون إمكانية وصول الأطفال إلى اللهب أو أواني الطهي.
• أغطية المفاتيح: تستخدم تلك الأغطية في كسوة منطقة الأزرار والمفاتيح الخاصة بالتحكم في البوتجاز، مما يضمن عدم عبث الأطفال في تلك المفاتيح.
• قفل باب الفرن: ينصح باستخدام قفل مقاوم لتوصيل الحرارة لإغلاق باب الفرن، خاصة أن الفرن من الأجزاء البارزة التي تشكل إغراءً كبيراً بالنسبة للأطفال وتُجذب انتباههم.

الاحتياط من الحبال :

تُشَكِل الحبال خطورة شديدة على حياة الأطفال، ولذلك عند اقتناء الستائر يجب الحرص على اختيار الأنواع التقليدية وتجنب استخدام الستائر ذات الحبال، حيث أن تلك الحبال المُدلاة عادة ما تجذب الأطفال وتُثير انتباههم، إلا أن العبث مع تلك الحبال قد يصيب الطفل بأكثر من ضرر مثل احتباس الدم في حالة عقد الحبل حول يده أو أصابعه، كما قد تتسبب تلك الحبال في اختناق الطفل إذا عقدها حول عنقه.

يرى البعض أن ذلك من الأمور المستبعدة، إلا أن هناك أكثر من حالة مُسجلة -حول العالم- فعلياً لأطفال تضرروا نتيجة العبث بالحبال الطويلة، ومن أجل تأمين البيت للأطفال يفضل الامتناع عن استخدام الحبال الفردية في أي من عناصر الديكور، خاصة في الغرف التي يتواجد الأطفال بداخلها لفترات طويلة مثل غرف النوم أو غرف المعيشة.

مزلاج الأدراج والضلف :

يتم تأمين البيت للأطفال عن طريق حفظ المتعلقات القابلة للكسر والأدوات الحادة بعيداً عن متناول أيديهم داخل ضلف وأدراج مغلقة، إلا أن ذلك الإجراء قد يكون غير كافي لتحقيق مستوى التأمين المرغوب، ولذلك ينصح بضرورة استخدام المزلاج من أجل إحكام غلق تلك الأدراج والضلف بحيث يصبح فتحها مستعصياً على الأطفال.

يستخدم المزلاج في إغلاق ضلف دولاب المطبخ المحتوية على أدوات الطبخ الحادة، كما يمكن استخدامها مع الضلف التي يتم تخزين المواد الكيميائية ومواد التنظيف في داخلها.

الانتباه للإكسسوارات القابلة للكسر :

يفضل الاقتصاد في استخدام عناصر الديكور المصنوعة من خامات قابلة للكسر داخل أي منزل يتواجد به أطفال، حيث أن ذلك يمثل خطورة شديدة عليهم.

تشكل خامة الزجاج والخزف وغيرها من الخامات القابلة للكسر النسبة الأكبر من خامات صناعة الإكسسوارات، وقد يكون من الصعب الاستغناء عنها بصورة كاملة، لكن في تلك الحالة يُفضل اقتصار استخدامها على الغرف التي لا يتواجد بها الأطفال بصفة دائمة مثل غرف المكتب أو الصالون، بينما غرف المعيشة -على سبيل المثال- التي يتواجد بها الأطفال أغلب ساعات اليوم يفضل خلوها من مثل تلك العناصر.

تخصيص ركن الأطفال :

يعتقد البعض أن حماية الطفل تستعدي حظر استخدام بعض غرف المنزل عليه، أو إلزامه بالجلوس في مكانه لفترات طويلة، لكن ذلك يتنافى مع طبيعة الأطفال التي تميل دائماً إلى المرح والانطلاق واستكشاف المكان المحيط به، كما أن لا يوجد طفل يمكن السيطرة على تحركاته بشكل كامل وبالطبع لا يمكن إخضاعه للمراقبة طيلة الوقت.

الحل الأمثل في نظر الخبراء الذي يضمن تأمين البيت للأطفال وفي ذات الوقت إتاحة الفرصة أمامهم للانطلاق وممارسة هواياتهم وألعابهم بحرية، يتمثل في ضرورة تخصيص موقعاً محدداً للطفل يمكنه الانطلاق في نطاقه والتصرف بحرية، ذلك المكان قد يكون غرفته الخاصة أو حديقة المنزل كما يمكن استخدام السرداب أو البدروم -حال توافره- في تخصيصه كغرفة للطفل.

يراعى تصميم ذلك المكان -أيا كان- بالشكل الذي يضمن حماية الأطفال وتوفير التأمين اللازم، ومن أمثلة ذلك:

الاعتماد على قطع الأثاث البلاستيكية خفيفة الوزن التي يسهل استخدامها وفي ذات الوقت لا تشكل خطورة

• إخلاء المكان من كافة عناصر الديكور القابلة للكسر
• الاعتماد بصورة كاملة على المفروشات الوثيرة المُبطنة التي تقلل من شدة الصدامات
• توزيعات الكهرباء وعناصر الإضاءة توضع على ارتفاع مناسب يحول دون وصول الطفل إليها
• إغلاق منافذ الغرفة (شرفات أو نوافذ) بواسطة أعمدة حديدية أو ألواح خشبية تقلل من حجم المساحة المفتوحة

الإسعافات الأولية :

يشار في النهاية إلى أن إحكام السيطرة التامة أو توقع كامل تصرفات الطفل من الأمور المستحيلة، والإصابات بالنسبة للأطفال أمر اعتيادي وطبيعي، والإجراءات الموصى بها الهدف منها الحد من احتمالات التعرض للمخاطر ومنع تعرضه لأي إصابات جسيمة.

من أجمل تأمين الأطفال يجب الحرص على توفر حقيبة الإسعافات الأولية داخل كل منزل، لتوفير الرعاية الطبية الأولية اللازمة حال تعرض الطفل لأي مكروه ولو كان إصابة طفيفة، فالإسعافات الأولية أمر ضروري يضمن عدم تفاقم الإصابة ويحد بدرجة كبيرة من خطورتها ومضاعفاتها.