تعليمات ومعايير اختيار السيارة الخاصة المناسبة لك

اختيار السيارة عادة ما يتم بناء على مدى شهرة العلامة التجارية التي تحملها أو على أساس التصميم الخارجي ومدى توفر الكماليات وعناصر الترفيه، بل وفي كثير من الأحيان تكون الميزانية هي العامل الأساسي المتحكم في عملية الاختيار، حيث يكون الهدف في تلك الحالة هو امتلاك سيارة خاصة وحسب!.. إلا أن أصحاب الخبرة في مجال تجارة السيارات يرون أن تلك جميع الأساليب المذكورها يشوبها القصور، وبناءً على ذلك حددوا مجموعة المعايير التي يجب أن يتم اختيار السيارة الخاصة على أساسها؛ ذلك لضمان تحقيق أكبر فائدة عملية ممكنة من السيارة وفي ذات الوقت توفير أعلى درجات الحماية والأمان على الطريق.

نوع السيارة والطراز المناسب :

تتوفر في الأسواق أنماط متعددة وطرازات مختلفة من السيارات، و اختيار السيارة المناسبة يتطلب منك تحديد النمط أو الطراز الذي يناسب احتياجاتك ويتماشى مع طبيعة استخدامك للسيارة، والأمر هنا لا يتعلق فقط بالقدرة الميكانيكية بل كذلك التصميم الهيكلي أو الخارجي.

مثال ذلك السيارات السيدان أو السيارات الصالون تتسم تصميماتها بالفخامة والرفاهية؛ لذلك تعطي انطباعاً أكثر رسمية وتستخدم عادة من قبل السياسيين ورجال الأعمال وذوي المناصب الرسمية، في حين سيارات الدفع الرباعي تمتاز بالضخامة والتصميم الذي يوحي بالقوة وهي تناسب الشباب ومعتادي القيام بالرحلات.

اختيار السيارة حسب طبيعة الطرق المستخدمة :

تعتبر طبيعة الطرق المتوقع استخدامها في النسبة الغالبة من التنقلات أحد الأمور التي يجب النظر إليها قبل الإقدام على شراء السيارات وذلك لسببين رئسيين، السبب الأول هو اختيار السيارة التي تكون قدراتها الميكانيكية قادرة على تحقيق أعلى مستوى أداء على تلك الطرق، أما السبب الثاني فهو الحفاظ على السيارة نفسها، حيث أن استخدام السيارات الغير ملائمة مع الطرق القاسية أو الوعرة قد يؤدي إلى تلفها إلى جانب أنه يزيد من احتمالات التعرض إلى حوادث السير.

بناء على ذلك إذا كانت الطرق الأكثر استخداماً شديدة الوعورة سيكون من الأفضل شراء السيارات الرياضية من نمط الدفع الرباعي، حيث أنها الأكثر قدرة على التأقلم مع هذا النوع من الطرق، كما توفر درجة أعلى من الأمان عند صعود وهبوط المنحدرات الحادة.

معدلات استهلاك السيارة :

قبل الإقدام على خطوة شراء السيارات وأثناء عملية المفاضلة بين المعروضات و اختيار السيارة المناسبة لابد من تحديد معدل الاستخدام المتوقع لتلك السيارة، حيث أن أنواع السيارات المعروضة في الأسواق مختلفة من حيث مستوى القوة والقدرة على التحمل.

إذا كنت من معتادي السفر أو من المتوقع استخدام السيارة في الانتقالات بعيدة المدة بصورة دورية فمن الأفضل انتقاء إحدى الأنواع المعروفة بالصلابة والقدرة العالية على التحمل والسير على مختلف الطرق بغض النظر عن درجة وعورتها، حيث أن ذلك النوع من السيارات يكون أكثر عملية وأقل عرضة للأعطال المتكررة.

كذلك يشير الخبراء إلى أن السيارات التي تستخدم بمعدلات مرتفعة أو تُقاد لمسافات طويلة، يفضل اختيارها من البداية من أحد الطرازات التي تمتاز بسعة خزان الوقود العالية تجنباً للاضطرار للتوقف كل بضعة كيلومترات لإعادة ملء الوقود، أيضاً يجب أن تكون السيارة محتوية على محرك قوي ليس فقط لتحقيق مستوى أداء متميز على الطريق، إنما لأن المحركات القوية تقتصد في استهلاك الوقود.

العدد المتوقع لمستخدمي السيارة :

تحديد العدد المتوقع لمستخدمي السيارة خلال الرحلة الواحدة من الأمور التي تحكم عملية اختيار السيارة المناسبة، وذلك لتحقيق أكبر فائدة عملية منها وتوفير أعلى درجات الراحة والرفاهية لك ولأفراد عائلتك خلال الانتقالات المختلفة.

تتوفر السيارات بدرجات متفاوتة من حيث السعة الداخلية وعدد المقاعد، فإن كنت تمتلك عائلة كبيرة تفوق 6 أفراد سيكون من الأفضل انتقاء إحدى السيارات ذات السعة الكبيرة مثل أغلب إصدارات سيارات تويوتا أو سيارات جيب، أما إذا كانت العدد المتوقع أن تحمله السيارة في كل مرة محدود نسبياً 3 : 5 أفراد فقط فهنا يمكن اختيار أي من سيارات السيدان التقليدية بشرط أن تكون مواصفاتها الميكانيكية ملائمة لطبيعة استخدامك كما سبق وأشارنا.

مدى توفر خدمات الصيانة والإصلاح :

قد تتوصل إلى إحدى السيارات وترى إنها مثالية من حيث السعة الداخلية وقوة المحرك والقدرات الميكانيكية بشكل عام، ولكن هذا لا يعني التسرع في حسم القرار وإتمام صفقة الشراء على الفور، فثمة أمر بالغ الأهمية يجب التأكد منه قبل الإقدام على تلك الخطوة، ألا وهو التأكد من توفر توكيلات ومراكز الصيانة الخاصة بالسيارة في محيط إقامتك.

ينصح الخبراء عند شراء السيارات بالاختيار بين العلامات التجارية المعروفة والرائدة في مجال تصنيع السيارات حول العالم مثل “شيفروليه، تويوتا، جيب، BMW… إلخ” وذلك لأن تلك العلامات التجارية لم تحظ بشهرتها من فراغ، بل لأن من أهم مميزاتها انتشار التوكيلات التجارية التابعة لها ومراكز الصيانة الخاصة بها في مختلف دول العالم، كما أن قطع غيار السيارات الصادرة عنها متوفرة بشل دائم ويسهل الحصول عليها عند الحاجة.

أما إذا وقع اختيارك على إحدى السيارات -وارد الخارج- المنتمية إلى أحد الأنواع غير الشائعة، ففي تلك الحالة يجب عدم الانسياق وراء العروض المغرية والسعر المنخفض، وعليك التأكد أولاً من توفر خدمة الدعم الفني وقطع الغيار اللازمة لها في السوق المحلي وذلك لتجنب التعرض للمتاعب مستقبلاً حال تعرض السيارة لأي نوع من الأعطال الميكانيكية.

النظر إلى طبيعة البلاد التي تقيم بها :

يقع البعض في خطأ جسيم عند اختيار السيارة الخاصة بها، ألا وهو شراء السيارة أثناء تواجده خارج البلاد ثم العودة بها، لماذا يرى الخبراء في مجال صناعة وتجارة السيارات أن ذلك من الأخطاء؟.. الإجابة لأن السيارة التي المناسبة للعمل داخل نطاق جغرافي معين ليس بالضرورة أن تكون مناسبة للعمل -بنفس مستوى الجودة- في المناطق الأخرى.

مثال ذلك السيارات التي يتم توريدها إلى مجموعة دول الخليج العربي يتم تصنيعها بطريقة مختلفة، رغم عدم وجود اختلاف في التصميم الخارجي إلا أن سيارات الخليج عادة ما تكون مزودة بتقنيات تساهم في تبريد الأجزاء الداخلية، كما أن خزان الوقود يكون مغلف بطبقة من مادة عازلة لمنع ارتفاع درجة حرارته، وكذلك الزجاج يكون نصف مظلل حتى لا يؤثر ضوء الشمس الساطع على رؤية السائق، أي أن السيارة يتم تصميمها بالكامل بالشكل الذي يجعلها ملائمة لطبيعة المناخ السائد في تلك الدول، الأمر نفسه ينطبق على الدول الأوروبية التي تغطي الثلوج شوارعها أغلب فترات السنة، فتلك المناطق تكون السيارات بها مزودة بما يعرف بالكساحات لمنع وصول الثلوج إلى القطع الميكانيكية، كما أن إطارات السيارة نفسها تكون من قياس أكبر لضمان تحقيق الاتزان وعدم انزلاقها على الطرق.

المراد من ذلك أن قبل اختيار السيارة يجب التأكد أن تصميمها الداخلي والهيكلي يناسب الطبيعة الطبوغرافية في محيط سكنك، وذلك للحفاظ على السيارة وإطالة عمرها الافتراضي وكذلك لتقليل احتمالات التعرض لحوادث السير.