تعليمات شراء السيارات المستعملة لتجنب الاحتيال

تزايدت معدلات الإقبال على شراء السيارات المستعملة في الآونة الأخيرة، ذلك يرجع للعديد من العوامل في مقدمتها بالطبع الارتفاع الملحوظ في أسعار السيارات الحديثة، ورغم ما يُتيحه شراء السيارات المستعملة من فرصة امتلاك سيارة لأصحاب الميزانيات المتوسطة والمنخفضة، إلا أنه في النهاية من الأمور المثيرة للقلق حيث قد يتعرض البعض لعملية احتيال ويكتشف فيما بعد أن السيارة منخفضة الكفاءة أو لا تستحق قيمة الشراء التي سددها، لذلك قدم الخبراء في مجال الصيانة مجموعة من التعليمات التي يمكن بابتباعها التأكد من سلامة السيارة والتعرف على معدلات استهلاكها وبالتالي تقليل احتمالات تعرضهم للغش أو الاحتيال.

كيفية شراء السيارات المستعملة عالية الجودة

 اطلع على سجلات صيانة السيارة :

قبل شراء السيارات المستعملة خاصة من الغرباء يجب قبل كل شيء طلب الاطلاع على كامل الأوراق والمستندات التي تخص السيارة، والأمر هنا لا يقتصر على مجموعة الأوراق التي تثبت الملكية فحسب كما يعتقد الغالبية، بل المقصود كافة الأوراق التي تخص السيارة بما في ذلك سجل المخالفات وكذلك إيصالات الصيانة الدورية.

قد يكون طلب سجل صيانة السيارة أمراً غريباً وغير متعارف عليه بدرجة كبيرة، لكن تأكد من أن المالك الحريص يحتفظ بكل ورقة تتعلق بالسيارة الخاصة به، من خلال إيصالات السيارة أو سجل الإصلاحات الصادر من التوكيل التابعة له يمكن التعرف على تاريخها ونوع الأعطال الذي تعرضت له ومدى تكرارها، وبذلك يمكن التعرف على حالة السيارة الفعلية في تاريخ الشراء.

ابتعد عن المعارض غير الموثوقة :

النسبة الأكبر من عمليات شراء السيارات المستعملة الناجحة أُجريت بين أشخاص عاديين، في حين أغلب من تعرضوا إلى الاحتيال كانوا من ضحايا معارض بيع السيارات المستعملة.

عدد كبير من المراكز التي تعمل في مجال بيع السيارات المستعملة تقوم بإجراء صيانة ظاهرية لهيكل السيارة بحيث تبدو بحالة جيدة، وحتى عند إجراء تجربة القيادة لن يشعر السائق بأي عيوب ظاهرة، لكن خلال فترة وجيزة بعد إتمام عملية الشراء تبدأ مشاكل السيارة في الظهور ويضطر المالك الجديد إلى زيارة مراكز صيانة السيارات بصورة متكررة وإنفاق مبالغ كبيرة في إصلاح تلك العيوب، وهنا فقط يكتشف أنه تعرض للاحتيال وأن البائع -بموجب خبرته في المجال- استطاع إخفاء تلك العيوب بشكل مؤقت لحين إتمام عملية البيع، ومن أكثر أساليب الاحتيال شيوعاً التلاعب في عدادات السيارة لتبدو كأنها قطعت عدد أقل من الكيلومترات ولم تستهلك لفترات طويلة بخلاف الواقع.

بالطبع تلك القاعدة لا يمكن تعميمها، لكن النصيحة التي يقدمها الخبراء هي تحري المعارض الموثوقة حسنة السمعة قبل شراء السيارات المستعملة خاصة إذا كان المشتري لا يمتلك خبرة كافية تمكنه من اكتشاف عيوب السيارة غير الظاهرة.

التعرف على متوسط أسعار السيارات المستعملة :

الصبر والتأني في الاختيار أحد التعليمات التي يوصي الخبراء باتبعها عند الإقدام على شراء السيارات المستعملة ،حيث أن البعض يغالون بصورة كبيرة في تقدير ثمن السيارة مستغلون في ذلك التغير الدائم في متوسط الأسعار المطروح في سوق السيارات المستعملة.

يمكن الاستفادة في ذلك من مجموعة المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف المحمولة التي تلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري، حيث يمكن من خلالها مشاهدة معروضات السيارات المستعملة والتعرف على المتوسط التقريبي لأسعار ذلك النوع من السيارات بشكل عام والطراز الراغب في شرائه على وجه الخصوص، كذلك يمكن استشارة أحد المتخصصين في مجال الصيانة ليخبرك إن كان السعر المعروض يناسب نوع السيارة من عدمه.

عدم الانجراف وراء العروض المغرية :

عادة الراغبون في شراء السيارات المستعملة يبحثون عن أفضل طراز بأقل سعر ممكن، لكن تلك الرغبة قد تقودهم للسقوط في فخاخ النصب، حيث يضع البعض عروضاً مغرية لا تقاوم حيث يعرضون سيارات تحمل علامات تجارية جذابة من طراز حديث نسبياً وبأسعار مخفضة بشكل كبير وذلك بالطبع يثير الشك والريبة.

إن كان مالك السيارة الأصلي يعرضها للبيع بسعر يقل كثيراً عن قيمتها الحقيقية فمن المؤكد أن هناك أسباباً دفعته لذلك، وأنه غالباً يرغب في الخلاص من السيارة بسبب ردائة مكوناتها الداخلية أو كثرة أعطالها وغير ذلك، وفي تلك الحالة ينصح الخبراء بضرورة الامتناع عن إتمام عملية الشراء أو على أقل تقدير يجب إجراء عملية فحص دقيق وشامل لكافة أجزاء السيارة للتعرف على حالتها وما تحتاج إليه من أعمال صيانة وإصلاح.

خصم قيمة الإصلاحات والصيانة :

من الأمور البديهية التي يجب العلم بها عند شراء السيارات المستعملة هي أنها حتماً ستحتاج إجراء بعض أعمال الصيانة والإصلاح، تتفاوت قيمة تلك الإصلاحات ونسبتها حسب نوعها وتبعاً لحالة السيارة ومعدلات استهلاكها.

ينصح أصحاب الخبرة في مجال تجارة السيارات المستعملة بضرورة تحديد نوع الأعطال والقطع التي تحتاج إلى إصلاح أو استبدال، ويتم تقدير قيمة تكاليف ومصروفات أعمال الصيانة تحت إشراف شخص متخصص ومن ثم يتم خصمها من قيمة سعر الشراء المعروض للسيارة.

مراقبة حالة إطارات السيارات :

تعد مراقبة حالة إطارات السيارات أحد الأمور التي يمكن الاعتماد عليها كمؤشرات تدل على حالة السيارة ومعدلات استهلاكها، حيث أن البعض يحرصون على ترميم هيكل السيارة الخارجي وصيانة بعض الأجزاء الضرورية، ثم يقومون بالتلاعب في عداد احتساب الكيلومترات التي قطعتها السيارة.

لكن إطرارات السيارات يصعب تزييف حالتها، وبالتالي يمكن التعرف على معدلات استهلاك السيارة ومتوسط المسافات التي قطعتها بشكل تقريبي من خلال مراقبة حالتها، إذا كانت الإطارات تالفة أو متآكلة بصورة كبيرة فذلك يعتبر دليلاً قاطعاً على سيرها لمسافات طويلة حتى إن كانت العدادات تشير إلى عكس ذلك.

فحص الأجزاء الداخلية جيداً :

عند شراء السيارات المستعملة عادة ينصب التركيز بالكامل فحص الأجزاء الميكانيكية في السيارة والتعرف على قدرتها ومستوى الأداء الذي تقدمه على الطريق، بينما يتم إهمال فحص الأجزاء الداخلية المتمثلة في المفروشات وبطانة الأسقف ومقاعد السيارة ولوحة القيادة وغير ذلك.

لكن الخبراء في مجال السيارات ينصحون بضرورة فحص تلك الأجزاء (منطقة صالون السيارة) بدقة بالغة، والتأكد من أن نسيج المفروشات غير مُهترئ أو تالف أو متآكل أو تنتشر به القطوع، والأمر نفسه يتطبق على مفروشات الأرضيات الجلدية (الدوسات)، والسبب في ذلك يرجع إلى ارتفاع تكاليف إجراء أعمال الصيانة تلك الأجزاء.

استخراج شهادة المخالفات :

عند شراء السيارات المستعملة لا تتوقع أن يكون المالك الأصلي على درجة كبيرة من الصراحة معك، فهو غالباً يخفي بعض الأمور أو المعلومات من أجل إتمام الصفقة أو رفع قيمة السيارة السعرية، والكثيرين من العملاء اكتشفوا مفاجآت غير سارة بالمرة بعد إتمام عملية الشراء وانتقال السيارة لملكيتهم.

ينصح خبراء تجارة السيارات في هذا الصدد بضرورة الاطلاع على سجل مخالفات السيارات حديث الإصدار، وإن لم يكن متوفراً بحوزة المالك الأصلي يمكن استصداره بسهولة من خلال إدارة المرور أو الجهة المختصة بإصدار تراخيص السيارات في بلدك، وذلك يعد من الأمور بالغة الأهمية حيث أن بمجرد التوقيع على عقد البيع وتحول السيارة إلى حيازتك ستصبح أي مخالفات مسجلة عليها واقعة على عاتقك وستطالبك الجهات الرسمية بسدادها مستقبلاً، كذلك يجب التأكد من أن رخصة السيارة سارية وأن يفصلك سنة كاملة على الأقل عن تاريخ التجديد.

اختبار القيادة والأداء :

قبل إتمام عملية الشراء وسداد قيمة السيارة عليك تجربتها لفترة كافية، يكفي التجول بالسيارة لمدة نصف ساعة أو ساعة للتعرف على إمكانياتها ومستوى الأداء الذي تقدمه على الطريق، كما ينصح الخبراء بضرورة القيام ببعض الأشياء أثناء تجربة القيادة مثل إدارة عجلة القيادة إلى أقصى حد ممكن في كلا الاتجاهين والاستماع إلى الأصوات التي تصدرها السيارة في تلك الحالة، فإن صدرت أصوات اصطكاك أو طرقعة فإن ذلك يشير إلى أن قطع تحميل السيارة تحتاج إلى صيانة، أيضاً يجب تجربة ذراع نقل السرعات والمكابح والتأكد من أنهما يعملان بسلاسة وكفاءة.

أيضاً إذا كانت السيارة تحتوي على أي كماليات إضافية مثل مقومات الراحة والرفاهيمة المتمثلة في أجهزة تشغيل الوسائط المرئية أو تكييف أو مخارج USB وغير ذلك، لابد من تجربتها أثناء القيادة والتأكد من أن جميعها تعمل بكفاءة.

فحص المحرك عملياً ونظرياً :

يبقى المحرك هو الجزء الأهم والأغلى ثمناً في تكوين أي سيارة، ومن ثم عند شراء سيارة مستعملة لابد من فحص تلك القطعة بصورة جيدة والتأكد من سلامتها، ويمكن إجراء هذا من خلال التجربة والعملية وكذلك عن طريق الفحص النظري، وذلك على النحو التالي:

• أثناء تجربة القيادة يجب الإنصات جيداً إلى الأصوات الصادرة من السيارة وخاصة المحرك، فإذا صدر صوت مرتفع أو غير مألوف فإن ذلك يشير ردائة المُحرك أو حاجته لصيانة وإصلاح.
• يجب فتح مقدمة السيارة وفحص أجزاء المحرك بشكل دقيق، إذا لاحظت خروج فقاعات من ماء المبرد أو انتشار ذرات معدنية في زيت المحرك يفضل التراجع عن إتمام الشراء، حيث أن تلك من مؤشرات شيخوخة المحرك.

إجراء الفحص لدى مركز متخصص :

كافة التعليمات السابق ذكرها تعتبر بمثابة إجراء تمهيدية أو استباقية، يمكن من خلالها التعرف على مدى جاهزية السيارة للاستعمال، ويمكن الاعتماد عليها في عملية الانتقاء بين أكثر من سيارة معروضة للبيع، لكن هذا لا يُغني عن توقيع الفحص اللازم لدى أحد المراكز المتخصصة في صيانة السيارات، ويمكن إجراء ذلك الفحص بعد الاستقرار بصورة نهائية على السيارة التي سيتم شراؤها.

فحص السيارة على يد شخص متخصص قد يكلفك مبالغ كبيرة نسبياً، لكن ذلك أفضل من التعرض للاحتيال أو اكتشاف بعض الأعطال والعيوب في هيكل السيارة والأجزاء الميكانيكية بعد إتمام الشراء، لذلك لا تتردد في استشارة أصحاب الخبرة في هذا المجال، ورغم أن الخبراء ينصحون بتوقيع فحص كامل وشامل على السيارة إلا أن هناك بعض الأمور تأتي في المقدمة من حيث الأهمية، ويفضل سؤال الفني الذي يجري الفحص عنها وهي:

• هل خضع محرك السيارة في السابق لأي من أعمال الإصلاح “عَمَرة”؟
• هل هيكل السيارة أجريت له عملية طلاء مؤخراً؟ إن كانت الإجابة “نعم” يجب التعرض على نسبة الطلاء حيث أن ذلك قد يشير إلى تعرض السيارة لحادثة سير
• هل عداد الكيلومترات سليم أم تم التلاعب في تقديراته؟
• التأكد من أن كامل الدوائر الكهربائية في السيارة تعمل بكفاءة بما في ذلك كهرباء النوافذ والمقاعد ووسائل الرفاهية.
• تحديد معدلات تآكل الأجزاء الداخلية من الإطارات “المداس” ومدى صلاحيتها للعمل