تعليمات التقاط الصور الفوتوغرافية بشكل احترافي

التقاط الصور أحد الأمور بالغة الضرورة بالنسبة لكل شخص، حيث أن الصور الفوتوغرافية تُمثل ثروة بالنسبة للجميع كونها تسجل أسعد وأهم اللحظات في حياتنا، وفي الآونة الأخيرة أصبح فعل ذلك من الأمور اليسيرة المتاحة نظراً لتعدد أنواع الكاميرات المتوفرة في الأسواق وكذلك انخفاض أسعارها، لكن المشكلة هي أن امتلاك الكاميرا لا يعني القدرة التقاط الصور بشكل احترافي، حيث أن الغالبية يربطون بين جودة الصورة ونوع الكاميرا لكن الحقيقة التي يؤكدها المحترفون في هذا المجال أن التصوير الفوتوغرافي فن مستقل بذاته له قواعده وأساليبه التي تعد بمثابة تعليمات التصوير الاحترافي.

كيفية التقاط الصور الفوتوغرافية :

1 حدد مركزية الصورة :

أولى وأبسط تعليمات التقاط الصور بشكل احترافي تتمثل في تحديد الهدف الأول من الصورة، فكافة العناصر التي تلتقطها عدسة الكاميرا تنقسم إلى نوعين أساسيين هما: العنصر الرئيسي والعنصر الفرعي.

العنصر الرئيسي يمثل الهدف الرئيسي من الصورة أو الجسم المراد تصويره في الأساس أيا كان نوعه سواء شخصاً أو جماداً أو أي شيء آخر، بينما مسمى العنصر الفرعي يشتمل مختلف العناصر الأخرى التي تظهر في نطاق الصورة أيا كانت أهميتها أو حجمها أو موقعها، مثال ذلك إذا كنت ترغب في التقاط الصور لعروسين داخل حديقة، ففي تلك الحالة سيكون العروسين هما العنصر الرئيسي (هدف الصورة)، بينما العناصر الأخرى مثل الأشجار والنباتات والسماء وغير ذلك هي العناصر الفرعية.

من أجل التقاط الصور بشكل سليم ينصح المحترفون بالتأكد من أن العنصر الرئيسي في مركز الصورة، أي في منتصف العدسة تماماً، بحيث تكون العناصر الأخرى موزعة على مسافات متساوية على الأجناب، وذلك هو النمط الكلاسيكي في التصوير ويمكن الخروج عنه في بعض الحالات لخدمة الجانب الفني، أي من الممكن -في حالات نادرة- جعل العنصر الرئيسي يظهر على أحد جانبي الصورة، إذا كان الهدف من ذلك الاستفادة من الظلال أو إبراز جزء معين من الخلفية أو غير ذلك من الأغراض الفنية التي تختلف تبعاً للحس الفني للمصور ولا يُمكن حصرها.

2 اتخذ الوضعية المناسبة :

ينشر بعض المصورين المحترفين كواليس جلسات التصوير الخاصة بهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن شاهدتها ستجد أنهم في بعض الأحيان يتخذون أوضاعاً قد تبدو غريبة في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى تبدو جنونية، حيث من الممكن أن نرى التقاط الصور يتم من وضعية الاستلقاء على الوجه أو أن يكون المصور متسلقاً شجرة أو غير ذلك.

السر في ذلك هو أن ثاني تعاليمات التقاط الصور بشكل احترافي واتخاذ لقطة بديعة متكاملة العناصر يتوقف بشكل كبير على وضعية من يلتقطها، لذلك التوصية التي يقدمها المحترفون هي ضرورة اتخاذ الوضعية المناسبة لالتقاط الصورة مثل التقاط الصور من وضع الوقوف أو بالنزول على إحدى الركبتين أو غير ذلك من الأوضاع، ويتم تحديد ذلك وفقاً للعديد من العوامل مثل:

• ضبط مستوى الكاميرا بالنسبة لمستوى الأجسام المصورة
• الاستفادة من الظِلال فنياً
• إبراز عناصر الصورة المختلفة
• إظهار جزء محدد من الخلفية لإضفاء لمسة جمالية على المنظر

3 الإضاءة ثم الإضاءة :

تعد الإضاءة هي العنصر الأهم والأكثر تأثيراً في درجة وضوح وضفاء الصور الفوتوغرافية، من ثم كان من الطبيعي أن تأتي في مرتبة متقدمة ضمن تعليمات التقاط الصور المقدمة من مُحترفي مجال التصوير.

ينصح بأن يتم التقاط الصورة الفوتوغرافية في أجواء ذات إضاءة جيدة في حالة التصوير الداخلي، أما في حالة التصوير الخارجي out door فمن الأفضل اختيار التوقيت المناسب، وأفضل التوقيتات هي وقت الظهيرة حيث تكون الشمس ساطعة و التقاط الصور في وضع النهار يحقق نتائج أقرب ما يكون للمثالية، أما في حالة التصوير في الأوقات الأخرى مثل فترة الغروب أو فترة الشروق للاستفادة من المنظر الطبيعي فنياً، فلابد أن يتم التأكد من أن إمكانيات الكاميرا المستخدمة تسمح بذلك وأنها مؤهلة لالتقاط صور عالية الدقة في ظل الإضاءة الخافتة، والأمر نفسه ينطبق على التصوير الليلي حيث يجب مراعاة أن تكون الكاميرا مزودة بتقنية الفلاش الذي يضمن التقاط الصور عالية الوضوح والدقة.

كذلك ينصح المصورون المحترفون بضرورة الانتباه عند التقاط الصور إلى الأجسام اللامعة والعاكسة للضوء المتواجدة في المحيط، حيث أن الإضاءة ضرورية لتكون الصور بالغة الدقة والوضوح لكن ذلك بشرط أن تكون معتدلة، حيث أن الإضاءة الشديدة قد تؤدي إلى نتائج عكسية متمثلة في تشويش الرؤية أو إحداث ما يُسمى بـ”اللسعة”، وهو مصطلح يشار به إلى ظهور بقعة بيضاء معتمة في منطقة معينة من الصورة.

4 اختيار العدسة المناسبة :

تختلف عدسات كاميرات التصوير الفوتوغرافي وبطبيعة الحال تختلف استخداماتها وتأثير كل منها، وبناء على ذلك فأن من شروط التقاط الصور الاحترافية أن يكون المصور مُلماً بالفروق والاختلافات بين كل عدسة وأخرى، والتعرف على غرض كل واحدة وفيِمَ يتم استخدامها. وبشكل عام تنقسم عدسات الكاميرا إلى مجموعتين رئيسيين كالآتي:

أ) العدسات ثابتة البعد البؤري :

كما هو واضح من المسمى هذا النوع من العدسات يشتمل الأنواع ذات البعد البؤري الثابت أي لا يمكن استخدامها في تقريب الكادر أو إبعاده (Zoom)، مما يعني أن كل عدسة منهم تصلح لاستخدام واحد دون غيره وهم كالآتي:

• عدسة قصيرة المدى: ينخفض البعد البؤري عن 50مم وتتميز بزاوية رؤية واسعة تسمح بالتقاط صور مساحات واسعة.
• عدسة عين السمكة: تم تصميمها بالشكل الذي يسمح بالتقاط صورة بزاوية 180 درجة ولكن من عيوبها أن الصورة الملتقطة بها تبدو مستديرة بعض الشيء
• عدسة طويلة المدى: يتراوح البعد البؤري لتلك العدسات ما بين 70: 400مم وأهم ما يميزها أنها تسمح بتقريب الأجسام البعيدة عن موقع الكاميرا
• عدسة التصوير عن قرب: تعرف باسم Mecro Lens وهي عدسة مخصصة لتصوير الأجسام متناهية الصغر حيث يمكنها إنتاج صور واضحة عالية الدقة تظهر مختلف التفاصيل أيا كان حجم الجسم الذي يتم تصويره

ب) العدسات متغيرة البعد البؤري :

تعتبر تلك العدسات هي النوع الأكثر عملية ولهذا فهي تصلح لاستخدام مصوري المناسبات العامة أو مصوري الصحافة، حيث تتيح لهم فرصة التقاط الصور المختلفة دون الحاجة إلى استبدال العدسات، حيث أن تلك العدسات تتكون في الواقع من عدستين متداخلتين، الأولى ثابتة بينما الثانية تسمح بالتقريب والإبعاد حسب الحاجة، ولذلك تعد الأنسب للاستخدام في التصوير الميداني.

5 تعرف على إمكانيات الكاميرا :

في كثير من الأحيان يكون الهاوي ممتلكاً للعديد من المزايا التي تمكنه من التقاط الصور الفوتوغرافية الرائعة عالية الجودة من الناحية التقنية وبالغة الروعة من الجانب الفني، لكنه للأسف يُهدر تلك المزايا لسبب واحد وهو أنه يجهل بوجود تلك المزايا من الأساس، يرى المحترفون أن الكاميرا لا تتكون من عدسة وزر إطلاق وميض الفلاش فحسب، بل أن كاميرات التصوير الحديثة باتت تحتوي على عدد كبير من الخصائص التي تعين المستخدم على التقاط صوراً مميزة بصورة بالغة البساطة.

يُنصح بضرورة الاطلاع على دليل المستهلك المرفق مع كاميرا التصوير الفوتوغرافي الذي يكون موضح به مختلف الخصائص المتوفرة في الكاميرا وكيفية استغلالها، أيضاً الجهات المصنعة للكاميرات أصبحت توفر عبر مواقعها الإلكترونية مقاطع فيديو مصورة، تقدم شرحاً مفصلاً لطريقة استخدام الكاميرا واستغلال الخصائص المتوفرة بها على الوجه الأكمل.

6 احصل على إكسسوارات الكاميرات اللازمة :

كاميرا التصوير الفوتوغرافي وخاصة الإصدارات الحديثة منها تكون مصممة بالشكل الذي يسمح بتطويرها بصفة دورية، وذلك بهدف تحقيق أفضل النتائج و التقاط الصور الفوتوغرافية المثالية، ومن بين التعليمات المقدمة من محترفي مجال التصوير الفوتوغرافي هي ضرورة اقتناء مجموعة الإكسسوارات أو المعدات الإضافية، والتي يختلف مدى الاحتياج لها من شخص إلى آخر تبعاً لطبيعة الاستخدام ونوع الصور التي يتم التقاطها، ومن بين أهم ملحقات الكاميرات ما يلي:

• حامل الكاميرات الثلاثي Tripod إذا لم يكن متوفراً
• العدسات الإضافية (على اختلاف البُعد البؤري)
• قطعة الفلاش Speed Light
• الموصل اللاسلكي DSLR

هذا بالإضافة إلى ضرورة اقتناء مجموعة القطع اللازمة للحفاظ على الكاميرا مثل الجراب المخصص لحفظ الكاميرا والقطع الخاصة بها، وكذلك المواد اللازمة لتنظيف قطع الكاميرا الداخلية، صحيح أن تلك الأدوات لا ترتبط ارتباطاً مباشراً بطريقة التقاط الصور الفوتوغرافية ولكنها ضرورية للحفاظ على آلة التصوير والحفاظ عليها وإطالة عمرها الافتراضي، مع الإشارة إلى أن كافة الملحقات المذكورة متوفرة بوفرة ويمكن التوصل إليها بسهولة من خلال المتاجر الإلكترونية المتوفرة عبر الإنترنت.

7 التكوين الفني للصورة بين التصوير الأفقي والعمودي :

من أهم قواعد التقاط الصور الفوتوغرافية المميزة هو تحديد أسلوب التصوير المناسب والذي ينقسم إلى نوعين فقط، هما التصوير الأفقي أي التقاط صورة فوتوغرافية بشكل عرضي، أو التصوير العمودي والمقصود به التقاط صورة رأسية.. طريقتي التصوير -السابق ذكرهما- لا يخضعا لاختيارات المصور كما يعتقد البعض، بل تفرضهما طبيعة الصورة أو بمعنى أدق حجم وشكل الأجسام المصورة (العنصر الرئيسي) باعتبارها أساس التكوين الفني لأي صورة فوتوغرافية.

إذا كانت الصورة تجمع ثلاثة أشخاص أو أكثر على سبيل المثال، ففي تلك الحالة سيكون من الأفضل التصوير باستخدام الأسلوب الأفقي، حيث أن ذلك يمنح مساحة للصورة مما يسمح بتصوير عدد أكبر من العناصر دون التأثير على الناحية الجمالية، أي أن الصورة لا تبدو مزدحمة أو مكدسة أكثر من اللازم.

أما إذا كانت الصورة خاصة بجسم مرتفع مثل عقار أو شجرة أو شخص واحد، ففي تلك الحالة سيكون الأفضل اتباع طريقة التصوير العمودية، حيث أن ذلك يسمح بإظهار العنصر الرئيسي بالكامل بالإضافة إلى أنه يقلل من مساحة الفراغ على جانبي الصورة.

8 التجربة والتدريب :

ذكرنا سابقاً أن التصوير الفوتوغرافي يُعد بمثابة أحد أشكال الفنون، ولإتقان فن التصوير لابد من التدريب المستمر وإجراء التجارب أكثر من مرة، للتعرف على أفضل أوضاع التصوير وكيفية استخدام واستغلال خصائص الكاميرات المختلفة، وذلك من الأمور اليسيرة خاصة أن التقاط الصور باستخدام الكاميرات الرقمية الحديثة لا يتسبب في إهدار أفلام التصوير (نيجاتيف) كما هو الحال مع الكاميرات القديمة، علاوة على أن المصور يمكنه رؤية النتيجة مباشرة على شاشات الكاميرات دون الحاجة إلى تحميض النيجاتيف أو طباعة الصور، أي أن التدرب على فن التصوير لا يحتاج يكلف جهداً أو مالاً.

كذلك ينصح الخبراء بأن يكون المصور قادراً على استخدام برامج معالجة الصور مثل Photoshop وما يماثله، حيث أن ذلك يساعده على تنقية الصور التي يقوم بتصويرها ومعالجة العيوب التي قد تظهر بها، ورغم أن ذلك ليس شرطاً أساسياً من شروط التصوير، لكن العلم بكيفية عمل تلك البرامج سيزيد من فرص الحصول على صور بديعة عن طريق تنقيتها والتحكم في شدة الإضاءة وإضافة المؤثرات المختلفة عليها.