تعليمات قبل الزواج : ما يجب عمله قبل الزواج للرجل والمرأة

مما لا شك فيه أن أي مرحلة جديدة، مهما كانت درجة أهميتها، تحتاج إلى تعليمات خاصة بها يُمكنها المُساهمة في العبور من هذه المرحلة بأمان، ومن هذه المراحل التي لا غنى عن التعليمات فيها مرحلة قبل الزواج ، ففي هذه المرحلة نجد أنفسنا أمام شخصين من المفترض أنهما مُقدمين على أعظم حياة في الوجود، الحياة الزوجية، تلك الحياة التي أقرها الله في الأرض وجعلها سبيلًا شرعيًا لتكاثر البشر، كما أنها كذلك تُعتبر سببًا وطريقًا من طرق السعادة لمن استغلها جيدًا وعاشها كما يجب أن تُعاش، ولكي يصل الزوجين إلى الحياة المثالية في الزواج فإنهم يسألون قبل الدخول بها عن الأشياء التي يجب القيام بها، يسألون الأهل والأصدقاء الذين يكبرونهم ويسبقونهم في القيام بهذا الأمر، ولذلك، في السطور القليلة المُقبلة سوف نصطفي لكم أهم هذه النصائح، سواء كانت موجهة للزوج أو الزوجة، ونعرف كذلك أهمية تطبيقها وتأثير ذلك في الحياة الزوجية، إنه موضوع هام جدًا، لذلك ركزوا كل اهتمامكم على ما سيُقال بدءًا من السطر المُقبل.

ماذا تحتاج لتنفيذ هذه التعليمات؟

قبل الزواج بشهر

ربما إذا قلنا إن استعدادات الزواج تبدأ قبله بشهر سنكون متأخرين بشدة، حيث أن الزواج حدث جلل كبير يجعلك بلا شك تُفرّغ نفسك له وللتركيز في كل تفصيله فيه منذ اليوم الذي تُعقد فيه خطبتك وتقرأ فاتحتك على الشخص الذي اخترته، فمنذ ذلك التوقيت يُصبح الزواج أمرًا لازم التفكير فيه، ومن يُفكر هنا ليس الزوج فقط، على اعتبار أنه طبعًا الضلع الأبرز في هذه المعادلة، لكن الزوجة هي الأخرى عليها كذلك التفكير فيما ستتحول إليه شكل الحياة بعد ذلك، على الطرفين أن يجلسا ويستمعا للنصائح من الأشخاص الذين يبدون بالنسبة لهم مؤهلين لإلقاء مثل هذه النصائح، أما إذا كنتم تخجلون من سؤال أحد فنحن سوف نوفر لكم هذا السؤال ونذكر لكم أهم هذه النصائح، بل وسنوجه الحديث لكل شخص منكم على حِده، ولتكن البداية مع الرجل أو الزوج، فما هي أهم النصائح التي يجب عليه الالتزام بها؟

نصائح قبل الزواج للرجل

كما ذكرنا، هناك من يعتبر الزوج هو الضلع الأهم في عملية الزواج، وهو كذلك بالفعل، ولذلك، قبل الزواج تكون أغلب النصائح موجهةً له، وعلى رأس تلك النصائح التي يجب أن يلتزم بها الرجل ما يلي:

التأني في اختيار الزوجة الصالحة

عندما نتحدث عن مرحلة ما قبل الزواج فإننا بالتأكيد نقصد بذلك المرحلة التي تلي اتخاذ قرار الزواج، فبعد اتخاذ قرار الزواج يأتي الأمر الهام جدًا، وهو اختيار الزوجة المُناسبة، وهنا لا يحتاج أحد إلى تعليمات أو إرشادات بهذا الصدد تحديدًا، حيث أن الزواج هو المشروع الأهم في الحياة، وطبيعة النفس البشرية غالبًا أنها لا تُفضل المخاطرة في أي مشروع نظرًا لما تدفعه به من مقابل، وفي حالة الزواج فأنت تدفع المقابل من عمرك، عمر ستقضيه مع شخص واحد، لذلك يجب عليك أن تختار ذلك الشخص بتأني وتُراعي فيه كافة الجوانب، سواء كانت دينية أو أخلاقية أو جمالية، عمومًا، هذا الأمر أشبه بالبسملة في الحديث عما يحدث قبل الزواج، لكن ما الذي يلي ذلك يا تُرى؟

تجهيز نفسك جيدًا قبل إتمام الزواج

في العرف الإسلامي هناك فترة تُعرف باسم فترة الخطوبة، وهذه الفترة هامة جدًا لكلا العروسين، لكن بالنسبة للرجل يُستحسن أن تكون هذه الفترة طويلة، بحيث لا تقل بأي شكلٍ من الأشكال عن العام، وخلال هذا العام عليك أن تُجهز نفسك جيدًا، تُجهز نفسك بالمعنى الحرفي، فالشقة أو مكان السكن أمر مفروغ منه، وكذلك الأدوات التي سيتم استخدامها في الحياة الزوجية يجب تجهيزها، ونعني بذلك تلك الأدوات التي تخص الرجل، فهناك جانب يخص المرأة سنتحدث عنه فيما بعد، لكن الأهم من كل هذه الأمور أن تكون لديك وظيفة جاهزة تضمن لك دخل مُناسب، فهذه الوظيفة هي المعنى الأمثل للتجهيز، حيث أنها تدل على حالتك بعد الزواج، وهل ستكون قادرة على إقامة حياة زوجية بكامل تكلفتها أم لا.

تحسين الحالة البدنية والشكلية

الله يخلقنا بأشكال وأبدان حسبما يشاء، هذا أمر لا يُمكن بكل تأكيد التحدث فيه، ولا يُمكننا تغيره كذلك وفق إرادتنا، لكن على الأقل يُمكننا تحسينه قبل الزواج كحق أصيل من حقوق الزوجة، حيث أن الرجل من عادته أنه يُهمل في نفسه ولا يهتم بشكله أو جسده، لذلك، من الواجب عليه عندما يحين الزواج أن يبدأ في تحسين شكله، ولنأخذ مثال على ما نتحدث عنه بالأسنان، فالأسنان في الرجل لا تكون غالبًا بخير حال، وقصة معجون الأسنان واستخدامه أمر يراه البعض مناسب للنساء فقط لأنهم بديهيًا يهتمون بمظهرهم أكثر من أي أحد آخر، لكن، عندما يتعلق الأمر بالزواج ومشاركة الحياة مع شخص آخر لا تُصبح هذه الأسنان حكرًا على الرجل، وإنما يجب الاهتمام بها وتنظيفها بسبب مشاركة زوجته له فيها أثناء الحياة الزوجية، وكذلك الحال بالنسبة لبقية الأشياء المُتعلقة بحالات الجسد والشكل.

جلسة للشفافية والمصادقة

أهم شيء يجب أن تفعله كرجل قبل الزواج هي تلك الجلسة التي تُعرف باسم الشفافية والمُصادقة، وفيها يجب عليك أن تعترف بكل العيوب التي تتواجد بك مهما كانت صغيرة أم كبيرة، وأنت تعترف كذلك بأنك سوف تُصلح من هذه العيوب، وتلك العيوب قد تكون مُتعلقة بالخُلق، وقد تكون كذلك مُتعلقة بالتكوين الجسماني، كأن يكون لك إصبع مقطوع أو أن تكون مُصاب بمرض من الأمراض الخطيرة أو أي شيء آخر في هذا السياق، فقبل أن يتم الزواج رسميًا عليك أن تتبرأ أمام الله وتعترف للطرف الآخر بما فيك، وعليها هي أن تُقرر إذا كانت ستقبلك بحالتك هذه أم أنها سوف ترفضك، وصدقني لا ضير أبدًا من الرفض بدلًا من المشاكل التي يُمكن أن تحدث بعد الزواج بسبب التورية والخداع.

نصائح قبل الزواج للعروس

الزوجة، أو العروس، عنصر هام جدًا من معادلة الزواج هذه، وعليه فهي أيضًا لها بعض النصائح والإرشادات قبل الزواج يجب عليها الالتزام بها جيدًا، وبعضها قد يبدو بالمناسبة مُماثل للنصائح التي وجهناها للزواج، ومن أهم هذه النصائح مثلًا البدء في تحسين المظهر والجسد قدر الإمكان.

الاهتمام أكثر بالناحية الجمالية والجسدية

طبعًا عندما تُقام الخطبة وتُقرأ الفاتحة فإن هذا يعني ببساطة أن كلا الطرفين قد قبلا ببعضهما، لكن، مع ذلك، وقبل إتمام الزواج رسميًا والدخول، يجب على العروس أن تبذل بعض الجهد في تحسين الناحية الجمالية والجسدية، حتى ولو كانت في الأساس جميلة فلا مانع من التجميل أكثر لها ولزوجها الذي سيكون له حق عليها بعد إتمام الزواج، والحقيقة أن الناحية الجمالية للمرأة وقابليتها للتحسين لها جوانب كثيرة، بيد أنه ثمة حرج من ذكر هذه الأمور نظرًا لتعلقها بالجانب السري من المرأة، لذلك يكفي التنويه على أهمية العمل على تحسين الجانب الجمالي والجسدي، والنساء تفهم الباقي.

محاولة كسب حب عائلة الزوج

بعد إتمام الزواج سوف تنتقل العروس إلى بيت الزوج، وهناك ستعيش ما تبقى من حياتها وتُصبح حرفيًا واحدة من هذا البيت، وطبعًا تواجه العرائس مشاكل في بداية هذا الأمر بسبب خطأ يتم ارتكابه جهلًا قبل الزواج ، وهو عدم السعي إلى كسب حب ورضا العائلة الجديدة، لأنها في النهاية ستُصبح العائلة الأبدية، والتي ربما تعيشين معها فترة أكبر بكثيرة من التي تعيشها مع العائلة الأصلية، وطريقة كسب حب العائلة ليس هناك أسهل منها، فقد يحدث ذلك من خلال الهدايا والزيارات وأشياء كثيرة أخرى ليس موضوعنا التحدث عنها الآن، فكل ما يعنينا التنويه إلى هذا الأمر وأهميته قبل الزواج .

القراءة عن الحياة الزوجية والمعيشية

يُنظر للمرأة، أو الزوجة بعد أن يتم الزواج، على أنها المُدبرة الحقيقية للمنزل والتي يجب أن تكون على قدر من الإدراك للمسئولية التي وجدت نفسها بها، فإذا نظرنا للزوج مثلًا، والذي من المفترض طبعًا أنه الكل في الكل، فسنجد أن كل ما يفعله هو العمل وجلب الأموال إلى المنزل، بينما الزوجة تتولى مسئولية تسيير أمور البيت من خلال هذه الأموال، ولو كانت قليلة فإن المسئولية بالتأكيد سوف تكون أكبر، ولهذا قلنا أنه من المفترض أن تبدأ الفتاة قبل الزواج في القراءة عن الحياة الزوجية أو التعلم من خبرات السابقين، والذين تُعتبر الأم هي الأقرب بينهم بكل تأكيد، فالفتاة قبل أن تدخل إلى عش الزوجية تكون مدللة ولا علاقة لها بكل هذه الأمور، لكن بعد الزواج هل يبقى الوضع كما هو عليه؟ بالطبع لا.

نصائح قبل ليلة الدخلة

في الحياة الزوجية يعتبر الكثيرون أن أهم ليلة على الإطلاق هي ليلة الدخلة، بل إنها إن جاز التعبير عنق الزجاجة في الحياة بأكملها، لأنه بعد مرورها يُمكن القول إن الحياة الحقيقية قد بدأت، ولكل هذه الأهمية التي تحظى بها هذه الليلة كان لابد من وجود بعض النصائح الخاصة بها، أهمها مثلًا الهدوء التام والراحة النفسية.

الهدوء التام والراحة النفسية

قبل ليلة الدخلة تكون هناك حالة من التوتر الشديد من طرفي العلاقة نظرًا لما ينتظرهم في بداية العلاقة الزوجية، حالة التوتر هذه من الممكن جدًا أن تؤدي إلى بعض الأمور الغير لطيفة بالمرة، ولذلك ينصح الخبراء وعلماء النفس الزوجين بالتزام حالة الهدوء التام وفعل كل الأمور التي من شأنها توفير الراحة النفسية لهما قبل تلك الليلة الهامة والفارقة.

الابتعاد عن المنشطات والأدوية

أيضًا ينصح الأطباء والمتخصصين خلال الفترة القليلة التي تسبق ليلة الدخلة بألا يتم اللجوء مهما كانت الظروف إلى المنشطات والأدوية التي يُعتقد أنها تُساعد فيما يحدث خلال هذه الليلة، فالحقيقة أن مثل هذه الأشياء قد تتسبب في تفاقم مشاكل العجز وعادةً ما يظهر تأثيرها فيما بعد، ولهذا لا يشعر به الزوجان في البداية.

صلاة ركعتين سويًا

هناك ركعتين يجب على الزوجين صلاتهما بعد انتهاء حفل الزفاف مباشرةً على السبيل الشكر لله على نعمه وجمعه لهما سويًا في فراش زوجية واحد، وأيضًا طلبًا للتوفيق فيما بعد من أمور صعبة تنتظر كلا الزوجين بكل تأكيد.

الكاتب: محمود الدموكي