المتسول المحتاج يضيع حقه بسبب أولئك الذين يمتهنون التسول ويتخذونه حرفة لجمع الأموال دون وجه حق كي لا يتعبون أنفسهم في العمل، بل يفضلون سؤال الناس عوضا عن التعفف والسعي والاجتهاد. فظاهرة التسول من أسوء الابتلاءات والمصائب التي حلت على كثير من بلاد العالم، خصوصا في البلدان المتأخرة وبلاد العالم الثالث، أو في بعض عشوائيات البلاد النامية أو المتقدمة، فهؤلاء الناس يستسلمون لظروفهم ولا يقاومونها، ويفضلون الطريق السهل. وتتنوع طرق التسول، فقد تجد المتسولين يقفون على نواصي الشوارع أو المساجد ودور العبادة وبالقرب من المدارس والمستشفيات، مستغلين الجانب العاطفي للبشر ويحاولون استجداء شفقتهم كي يساعدونهم، وقد يدعي البعض إصابتهم بالأمراض اللعينة المميتة، أو حاجتهم لإجراء عملية جراحية أو احتياجهم للدواء، وقد يزورون شهادة صحية أو يزورون الدماء على أجسامهم، وقد يجتمع بعض الناس ويكونون شبكة تسول، كي تقسم الأموال عليهم جميعا، وأبشع ما في هذا الأمر أن هناك البعض يستغلون الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري ويقنعوهم بترك منازلهم للتسول معهم، وغير ذلك من الجوانب السلبية والسيئة لظاهرة التسول، لذلك فقبل تصدقك على الناس عليك أن تعرف إن كان هذا المتسول يحتاج المال بالفعل أم أنه يدعي ذلك، ولذلك نقدم لك بعض التعليمات حتى لا تضع أموالك في أيدي من لا يستحق.
ماذا تحتاج لتنفيذ هذه التعليمات؟
- فحص علامات الإدمان.
- مراقبة أماكن تواجد المتسول.
- ملاحظة مدة التسول.
- ملاحظة إلحاح المتسول.
- ملاحظة أنواع المساعدات التي يطلبها.
- ملاحظة تجمعات المتسولين.
معرفة المتسول المحتاج
هناك بعض المعايير التي يمكن عن طريقها تمييز المتسول المحتاج ومن تلك المعايير:
علامات الإدمان
من الطرق التي تساعدك في معرفة إن كان المتسول محتاج أم لا هي ملاحظات علامات إدمان الكحول أو المخدرات عليه، ويكون ذلك عن طريق ملاحظة أسلوب كلامهم ونطق الحروف وملاحظة تصرفاته و النظر إلى عينيه فإن كانت عينيه مليئة بالأوردة والشعيرات الحمراء فعلى الأغلب يكون هذا الشخص مدمن لأحد أنواع المخدرات كذلك اتساع حدقة العين يشير إلى تعاطي بعض العقاقير المخدرة. وفي هذه الحالة سيكون هذا المتسول يبحث عن المال من أجل الحصول على المخدرات التي يحتاجها لذلك فلا يجب عليك أن تساعده ولا أن تعطيه المال على الإطلاق بل حاول أن تتجنبه ولا تثير غضبه ومن الأفضل أن تتصل بإحدى جمعيات مكافحة الإدمان حتى تساعده في التخلص من إدمانه.
متابعة أماكن تواجد المتسول
تواجد المتسول في نفس المكان لفترات طويلة ومستمرة تدل على أن هذا الشخص عضو في شبكة تسول، وبذلك يكون المال الذي ستعطيه إليه لن يذهب له وحده في الأغلب وإنما سيصل إلى شخص آخر يستغل غيره من أطفال الشوارع أو المرضى والعاجزين.
مدة التسول
إن ملاحظة استمرار تسول الشخص لفترات طويلة فقد يدفعه ذلك إلى الاعتقاد بأن المتسول عضو في شبكة تسول حيث أن المتسول المحتاج للمال لن يستمر في التسول لفترة طويلة بل سيكتفي بما يحتاجه من المال فقط، فالتسول بالنسبة إليه أمر محرج بشدة، أما من لا يهتم وتبدو عليه اللامبالاة فعلى الأرجح هو شخص محترف ينضم إلى شبكة تسول، ويسعى للحصول على مبلغ كبير، لهذا فليس من الجيد أن تمنحه المال إذ أنه ليس في حاجة إليه.
إلحاح الطلب
من معايير معرفة المتسول المحتاج هو ملاحظة إلحاحه للمال فالشخص الذي يلح في طلب المال بطريقة مبالغ فيها، يكون على الأرجح شخص محترف وقد يكون عضو في شبكة التسول وليس في حاجة إلى المال بحق. الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة المالية يطلب مرة واحدة وقد لا يطلب على الإطلاق وإنما ينتظر تقديم العطاء إليه.
أنواع المساعدات التي يطلبها المتسول
قد يرغب المتسول في الحصول على الأموال فقط ولا يطلب الأكل ولا يقبل الحصول على الطعام أو الأنواع الأخرى من المساعدة مثل عرض مأوى له أو محاولة إعطائه الملابس، وقد يكون بذلك شخص غير محتاج وإنما عضو في شبكة تسول أو يحتاج المال للحصول على جرعة مخدرات أو المشروبات الكحولية، وفي كل الحالات لا يجب أن تعطي المال إليه حتى لا يضيع حق المتسول المحتاج حقا.
تجمعات المتسولين
عليك ملاحظة إن كان المتسول يجتمع مع عدد آخر من المتسولين أو يجتمع معهم بعد وقت محدد أو في أوقات بعينها، ومن المحتمل أن يكونوا جميعهم مشتركين في شبكة تسول واحدة جميعا وتلك الطريقة من أفضل الطرق لمعرفة المتسول المحتاج وغير المحتاج.
حكم التصدق على المتسولين الواقفين في الشوارع
في كثير من الأحيان، يعترض طريقنا بعض المتسولين ويمدون أيديهم إلينا، مما يجعلنا في حيرة من أمرنا ولا نعرف إن كان إعطائهم المال جائز ومطلوب أم يتم اعتباره مساعدة على البطالة والتكاسل عن العمل؛ لذلك فلابد أنك تتساءل عن حكم التصدق على المتسولين الموجودين في الشوارع.
قد نعلم أن المتسولين الموجودين في الشارع أغنياء أو فقراء وقد لا نعلم طبيعة حالهم لذلك فمن الأفضل أن تعطي بعض الأموال إلى المتسولين الفقراء أو المجهولة حالتهم أما إن كنا نعلم أن المتسول ميسور الحال، فيجب ألا نعطيه المال، بل يجب نصحه وزجره، ونهيه عن هذا العمل، فالواجب على من كان يملك ما يكفي ألا يسأل الناس، وإن لاحظت أن المتسول المحتاج شابا وصحته جيدا فيمكنك مساعدته في الحصول على عمل شريف، حتى يتمكن من الاستغناء عن سؤال الناس.
الأسباب التي تؤدي إلى التسول
قد تختلف المسببات التي تضطر الإنسان إلى مد يديه وسؤال الناس، ويمكن حصر تلك الأسباب في النقاط التالية:
- الفقر: وهو أول عامل للاحتياج. الفقر هو نقص المستلزمات الأساسية للحياة، مثل الطعام والشراب واللبس، والبطالة هي المسؤولة بشكل رئيسي عن الفقر بجانب ارتفاع أسعار المستلزمات اليومية.
- الكسل: عدو تقدم الإنسان في حياته، فالكسل هو حب الراحة وعدم الرغبة في بذل المجهود العضلي أو الذهني، فيستغني الإنسان عن وظيفته وحرفته ويلجأ إلى سؤال الناس دون بذل أي مجهود، كما أن المال الذي يحصل عليه الشخص جراء تسوله، يكون أكثر بكثير من المال الوارد عن طريق وظيفة أو عمل عضلي وذهني.
- التأخر العقلي والجسدي: فنرى أصحاب المعوقات الجسدية أو الذهنية يسألون الناس، وذلك لصعوبة حصولهم على عمل يحفظ لهم كرامتهم.
- التربية الخاطئة: فيشجع الآباء أطفالهم على طلب المساعدة وقبول الأموال من الغير، مما يثير ذلك إعجاب الطفل واقتناعه به، وعدم إدراكه لعواقب هذا الأمر، فيشعر بالونس في التسول وتحقيق رغباته في الحصول على المال بطريقة لا يعرف أنها خاطئة.
- توارث الظاهرة: قد يترعرع الطفل وسط أهل متسولين، فيرث تلك المهنة الحقيرة منهم، معتقدا أنها عادية وبسيطة، وذلك أيضا لغياب القدوة الصالحة، فلا يستطيع الإنسان التفريق بين الصواب والخطأ.
التربية السليمة والوعي المجتمعي يساعدان في التقليل من ظاهرة التسول المزعجة، فهي ظاهرة سلبية لحقت بكل البلاد، وباتباعك التعليمات السابق ذكرها يمكنك معرفة التسول المحتاج حتى لا يضيع حقه.