تعلم الخط العربي يبدأ منذ الصغر، فهو أول ما يتلقاه الطفل من أهله وفي الروضة، فلا يمكن السير في العملية التعليمية دون تعلم الكتابة والقراءة، ويأتي تعلم الخط العربي أولا حتى يتمكن الطفل من قراءة دروسه وكتابتها، وقد يحدث أن يقدر الطفل على الكتابة والقراءة لكن يكون خطه سيئا، مما يؤثر على درجاته وقدرته على التحصيل، واللغة العربية من أهم لغات العالم وأكثرها انتشارا، فهي اللغة الخامسة عالميًا، وتضم بحرا واسعا من المفاهيم والمفردات، حتى أن طريقة كتابة حروفها تختلف وتتنوع، فيوجد العديد من أنواع الخطوط المطبقة لرسم الحروف، لذلك في هذا المقال نقدم لك بعض التعليمات اللازمة لتتمكن من تعلم الخط العربي ومعرفة أنواعه.
ماذا تحتاج لتنفيذ تلك التعليمات؟
- معجون اللعب.
- الكرات المطاطية.
- علاج ضعف الإبصار عند الطفل.
- معرفة قواعد الخط.
- قلم مناسب.
- أوراق مخططة.
تعلم الخط العربي للأطفال
من الضروري العمل على تحسين الخط عند الأطفال وذلك لتسهيل عملية الدراسة وحتى يتمكن الآباء من متابعة الدروس مع أطفالهم كما أن تعلم الخط العربي يوفر فرصة أفضل لتحصيل الدرجات حتى لا يعجز المعلمين عن القراءة وتصحيح الأوراق ومن الممكن تحسين الخط عند الأطفال عن طريق الدورات التدريبية التي تحدث خارج فصول المدرسة وتحسين الخط من أولويات العمليات التربوية في مرحلة الدراسة الأساسية وهناك بعض الطرق التي تساعد في تحسين الخط عند الأطفال وتعد حل لجذور المشكلة وهي مفيدة للآباء والمعلمين على حد السواء، ومن تلك الطرق:
الصحة العضوية: يبدأ تحسين الخط عند الأطفال من علاج المشكلات الصحية التي من الممكن أن يعاني منها الطفل، فمن أهم أسباب الخط السيئ هو ضعف العضلات الدقيقة في راحة اليد وخاصة في سن قبل الخامسة من عمر الأطفال، لذلك لا يجب أن يبدأ الطفل بتعلم الكتابة قبل بلوغه سن الخامسة لأن العضلات و الأعصاب في اليد تكون ضعيفة وتزيد من صعوبة عملية الإمساك بالقلم و التحكم به وتحريكه بشكل صحيح لكتابة الحروف؛ لذلك يجب تقوية عضلات اليد عند الطفل عن طريق اللعب بالمعجون أو الكرات المطاطية كما يجب الانتباه إلى مشكلة ضعف الإبصار فهي أيضا من الأسباب المباشرة للخط الرديء لأن الطفل الذي يعاني من ضعف الرؤية لا يتمكن من متابعة حركة رسم الكتابة على الورق فتخرج الكتابة سيئة.
الصحة النفسية
هناك بعض العوامل النفسية التي لا تساعد في تحسين الخط منها الاضطرابات النفسية الداخلية مثل صعوبة نقل الإدراك بين اليد والعينين وصعوبة حفظ التجارب المنقولة عن طريق البصر ونقص القدرة على إدراك المحيط الخارجي وغير ذلك من أعراض الأمراض النفسية أو التخلف في البناء العقلي، كما أن تكرار عبارة (حسن خطك) على الأطفال تؤدي إلى إحباطهم وينتج المزيد من الفشل بل ينبغي تشجيعهم ومنحهم جوائز والتعبير عن تحسن مستوى الخط عندهم، بجانب أن وضع الطفل في أجواء المنافسة مع غيره تؤدي إلى عدم شعوره بالوحدة أو الاعتقاد بأنه الوحيد الذي يعاني من مشكلة ما، مما يؤدي إلى دفعه من الداخل إلى تحسين خطه.
جودة خط المعلم: يجب أن يكون خط المعلم جيدا وأن يكون ملما بقواعد الكتابة وأصولها؛ لأن المتعلم يأخذ خط المعلم نموذجا يتبعه، هذا لأن تعلم الكتابة يتم عن طريق المحاكاة لخط المعلم أو ولي الأمر ويعتمد تعلم الخط على طريقة رسم الحروف لذلك يجب على المعلم أن يضبط قواعد الخط ويربطها بتعلم الكتابة حتى لا تسبب مشكلة عند الطفل.
أدوات الخط: يرتبط تحسين خط الأطفال بالأدوات المستخدمة في الكتابة وأهمها القلم والأوراق يجب ملاحظة طول وحجم القلم حتى يكون مناسبا للطفل فالقلم القصير جدا أو السميك لن يكون من السهل الإمساك به وفي بداية التعلم يجب أن يكون الورق مسطر وخطوطه واضحة.
قواعد التدريب على الخط: تعلم الخط العربي يحتاج إلى التدريب على الكتابة يساعد في تعلم الخط العربي وتحسين الخط عند الأطفال، فالخط يخضع لبعض القواعد وتكون تلك القواعد معروفة لدى معلمي رياض الأطفال ومعلمي الصف الأول الابتدائي لكن للأسف يقوم البعض بتجاهلها. ومن تلك القواعد مثلا المقاييس الصحيحة للحرف نزولا وارتفاعا والتأكد من سلامة وضعية جلوس الطفل أثناء الكتابة وزاوية الكتابة الصحيحة والوضعية الصحيحة للإمساك بالقلم والورقة.
تعلم الخط العربي النسخ
أصبح الخط في وقتنا الحاضر من أهم الفنون وبدأ الكثير من الخطاطين التفنن في طريقة الكتابة وربطها برسم بعض الشخصيات أو أشكال معينة عن طريق بعض الخطوات المهمة وهي توفر المثال الصحيح، وذلك عن طريق وجود معلم يتقن خط النسخ أو أي وسيلة أخرى توضح طريقة الرسم الصحيح لحروف خط النسخ وبذلك يجب على المتعلم أن يقلد الشكل الصحيح للخط وبتكرار الكتابة أكثر من مرة يصل المتعلم إلى إتقان الخط وفي البداية يجب رسم كل حرف على حدا ثم يتم رسمه داخل الكلمة.
استعمال التكنولوجيا
يمكن تعلم خط النسخ عن طريق بعض التطبيقات المتوفرة للحاسب الآلي أو الهواتف النقالة حيث تظهر طريقة رسم الحرف بشكل بسيط وواضح كما أن تلك البرامج توضح حركة اليد أثناء رسم الحرف لذلك تعتبر وسيلة جيدة تساعد في تعلم كتابة خط النسخ.
الاشتراك في الدورات التدريبية
من المفيد جدا أيضا أن تسجل في برنامج تدريبي يساعد على تعلم خط النسخ، حيث تقوم تلك الدورات على يد المتخصصين في هذا المجال وسيتابعون المتعلم بشكل مستمر ويتابعون تطور مستواهم في الكتابة.
تعلم الخط العربي بالقلم العادي
عند تعلم الخط العربي يجب أن تتوافر بعض الأدوات التي تساعد في نمو القدرة على الكتابة، والقلم من أهم تلك الأدوات.
فالأفضل أن تستعمل قلما عاديا مصنوع من الرصاص، حتى تستطيع مسح الخطأ بسهولة وتصويبه، كما أن سن هذا القلم يكون ناعما على الورق، وسهل التحكم به، فلن تعاني صعوبة عند استعماله. تجنب القلم الجاف أو الحبر لأنها يحتاجان خبرة أعلى في الكتابة والتحكم، وبالطبع فإن أقلام التخطيط هي أسوأ اختيار في تعلم الخط العربي خصوصا في البداية أو للأطفال.
أنواع الخط العربي
قبل الشروع في تعلم الخط العربي يجب معرفة أنواع الخطوط المستخدمة في الكتابة. يرجع أصل الخط العربي إلى الخط النبطي وظهرت بعده المدرسة الكوفية والحجازية وكان عملهما يتضمن تطوير الخط العربي ونشره ونتيجة لذلك ظهر الخط الكوفي الذي يتميز بصلابته، والخط الحجازي الذي يتميز بسهولته، والمثير للدهشة أن في بداية نشأة الخط العربي، لم يكن يحتوي على النقاط، حتى جاء أبو الأسود الدؤلي ليضع النقاط على الحروف.
ومن أنواع الخط العربي:
- الخط الكوفي: أشهر وأقدم الخطوط العربية، ويرجع اسمه نسبة إلى مدينة الكوفة العراقية، ويتميز بمماثلة الحروف وتنسيقها.
- خط النسخ: يرجع تسميته لذلك نظرا لكثرة استخدامه في الكتابة، وواضع أسس هذا الخط هو الوزير بن مقلة، ويتميز بكبر الحروف ووضوحها لذلك فهو أسهل الخطوط في القراءة.
- خط الرقعة: تعود تسميته إلى الرقاع وهو جلد الغزال، ووضع أساسه الخطاط ممتاز بك، وهو خط سهل وسريع.
- الخط الفارسي: نشأ في بلاد فارس، ويتميز بحروفه السهلة الممتدة البعيدة عن التعقيد.
- خط الثلث: أروع الخطوط شكلا، وأعقدهم كتابة، ويحتاج كثير من الوقت لرسم حروفه، وللحرف الواحد عدة أشكال.
- خط الطغرى: يُكتب بخط الثلث، وكان مقتصرا على السلاطين.
- الخط المغربي: ينتشر في بلاد شمال إفريقيا، ويعتبر خطا أساسيا في بلاد المغرب، ويتميز باستدارة حروفه بشكل كبير.
- خط الإجازة: وهو ربط بين خط الثلث وخط النسخ.
- الخط الديواني: يرجع اسمه إلى استخدامه في كتابة الدواوين، ووضع أساسه إبراهيم منيف.
تعلم الخط العربي من أساسيات القراءة والكتابة بشكل صحيح، وهو نقطة البداية للتعمق في بحر المعرفة وإثراء النفس بالثقافة، لذلك فالأفضل دائما تعلمه مبكرا، لدفع الجهل والأمية.